فقه الاختلاف وثقافة مواجهة الأزمة
Do you like this story?
فقه الاختلاف وثقافة مواجهة الأزمة
الأهرام : كتبت : سناء صليحة
من المؤكد أننا لا نقدم جديدا عندما نقول إن اللغة وسيلة لتبادل الأفكار والمعلومات والخبرات, وانها مرآة للمجتمع, تعكس كل مظاهر الحياة فيه, وأن اللغة كيان حي متجدد تلبس ألفاظها في كل عصر لونا من المعاني يتلاءم مع واقع الحياة وأحداثها.
ولكن إذا ما انتقلنا إلي الدراسات اللغوية الأكثر تخصصا التي تهتم بقضايا اللفظ والمعني والدلالة وعلم المنطق والفلسفة فسنجد أنفسنا أمام فيض من المعلومات التي لا تصب فقط في مصلحة الدراسات الأكاديمية المتخصصة والدارسين, بل أيضا في اتجاه فهم أعمق وأوضح لكيفية ظهور بعض أسباب الخلاف في عصور سابقة نتيجة لضبابية المعني واختلاف التأويل والتي ربما تمثل بعضا من أسباب الجدل وحالة الشقاق وحرب التراشق بالكلمات الذي باتت تهدد أمن الوطن, رغم نبل الهدف والغاية التي يسعي إليها الفرقاء.
والحقيقة أننا لا نتزيد أو نحاول لي عنق الحقائق عندما نحاول ان نتناول واقع الأزمة التي يواجهها المجتمع المصري من هذا المنظور, فلقد حظيت قضية العلاقة بين اللفظ والمعني في بناء الجملة وتحليلها وتفسيرها باهتمام كبير في تراثنا العربي والتراث الإنساني, بدءا من الهنود وفلاسفة اليونان وصولا للألفية الثالثة, فلم تقتصر دراستهما علي مجال اللغة فقط, بل امتدت لعدد من المجالات المعرفية التي تتصل باللغة وعلوم الفقه والأدب والمنطق والفلسفة وعلم النفس والانثروبولوجيا. وفي هذا السياق خلصت الدراسات لنتائج حول المعني والدلالة وكيفية التأويل وأسبابه.. واليوم وعلي هذه الصفحة نحاول أن نتعرف علي جوانب جديدة من أسباب الاختلاف الفكري من منظور هذه الدراسات بأمل إعمال الفكر في خلافاتنا من منظور أوسع وأرحب يسعي للتأكيد علي نقاط الاتفاق والهدف المشترك, ويضع الخلافات في حدودها المشروعة التي لا تهدد أمن وسلامة ومستقبل الوطن.