الثورة لم تنته بعد ...
Do you like this story?
الثورة لم تنته بعد ...
وبغير اختيار تبدأ الثورات بالسير فى الطريق السياسى أولاً ، باقتلاع رأس النظام وبطانته ، باعتبارهم أصل الداء وسبب البلاء ، حماة الفساد ورمز الاستبداد .....
ولأن فلول النظام البائد يملكون القدرة على تغيير جلودهم فيتغلغلون فى المجتمع ، وربما يركبون موجة المد الثورى أيضاً ؛ فيصعب اكتشافهم ، ويصعب استبعادهم من خطة التغيير ، التى لو دخلوا فيها لأفسدوها عامدين متعمدين ؛ بغية استعادة (مجدهم) القديم !
ولن أخوض فيما اختلفت عليه القوى السياسية من توصية لجنة الوفاق القومى ، بمنع قيادات الحزب الوطنى من ممارسة العمل السياسى والعام لمدة 5 سنوات على الأقل ... فالجميع يعرف أن الحزب الوطنى المنحل هو عدو الثورة الأول ، وهو لم يفسد الحياة السياسية فقط على مدى العقود الماضية ، بل أفسد الحياة بمجملها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وصحياً .. وهلم جرا ....
وحتى لا يشغلنا السير فى درب السياسة عن باقى الدروب وجبت الإشارة إلى ضرورة الالتفات إلى القضايا الاقتصادية والاجتماعية ... حتى يشعر المواطن البسيط بما حققته الثورة من تغيير على واقعه المعيشى ، وحتى لا يستغل البعض أزمات اقتصادية مفتعلة فى التأثير عليه ......
ولقد آن الأوان أيضاً لاجتثاث فلول النظام الفاسد ، القابع فى بعض الدوائر الحكومية حتى الآن ، كى يشعر المواطن بنتائج الثورة التى حلم بها ، وساهم فيها ، وضحى من أجلها .....
فإذا انتقلنا إلى تأثير الثورة على سلوكياتنا ، وجدنا أنها تجلت فى أعظم صور التآخى والتلاحم والإيثار فى ميدان التحرير ، وفى غيره من الميادين ، فى ظل زخم نضالى سلمى اتسم بوحدة الهدف والمصير ....
غير أن اللافت للنظر والأدعى للحذر هو أن المد الثورى مازال بعيداً عن سلوكيات البعض ، والتى لا تتوافق تصرفاتهم وأفعالهم مع عظم إنجازات تلك الثورة الشعبية الفريدة ...
وليعلم كل من يخلف موعداً ، أو يتقاضى رشوة ، أو يهدر مالاً عاماً ، أويكذب ، أو يسرق ، أو يظلم ، أو ينافق ، أو ينصر ظالماً ، أو يستقوى على ضعيف ، أو يمارى فى الحق ، ..... أن الثورة لن تنتهى قبل أن تغيير نهج السلوكيات الخاطئة أيضاً .
...............
مجدى شلبى
عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب ـ عضو اتحاد المدونين العرب ـ عضو نادى أدب المنصورة ـ عضو أتيليه المنصورة للفنون والآداب
* نُشر فى دنيا الرأى رابط :
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2011/06/11/230162.html