«ثقافة السؤال»... تغيب عن المجتمع خشية الوصف بـ «الجهل»
Do you like this story?
«ثقافة السؤال»... تغيب عن المجتمع خشية الوصف بـ «الجهل»
الجوف - «الحياة» الخميس, 17 نوفمبر 2011
أثمرت جلسة حوارية بعنوان «ثقافة السؤال» في المقهى الثقافي بنادي الجوف الأدبي الثقافي أخيراً، عن أجواء نقاش إيجابي تميّز برصانة الطرح وعمق الرؤية وجرأتها أحياناً، إذ طالبَ مدير الجلسة صالح الصاعدي بفتح العقول بالأسئلة، مؤكداً أن ركود العقول عائدٌ في أحد أسبابه إلى التحزب والقبلية، وفيما شدّدَ الصاعدي على أهمية الانتماء «لأن الإنسان يأنسُ بالانتماء» قالَ: «إنني أنتمي إلى المعلوماتية، فالعلم لا دين له». وأضافَ أن «الانتماء إلى غير المعلوماتية هو سبب رئيسي لقمع ثقافة التفكير وطرح الأسئلة». ودعا إلى نشر ثقافة السؤال في المجال التربوي «اجعل ابنك لماذياً»، أي يستخدمُ دائماً لماذا. من جانبه، أوضحَ ضيف الجلسة خليفة مفضي المسعر أن مجالات ومضامين الأسئلة «لا تفرضها ثقافة السؤال أحياناً، بل تفرضها مقتضيات الحال». وعدّدَ المسعر أنواع الأسئلة: سؤال ثقافي وعلمي واجتماعي، وطبي، وفني، وسياسي وغير ذلك من الأسئلة التي تتخلّق من مجالات الحياة المختلفة، وأيضاً هناك أسئلة للمشاركة، وسؤال للإشغال، وسؤال للفت الانتباه. وسؤالٌ يتضمنُ أحياناً معلومة، وأحياناً يتضمن تصيداً، وهناكَ سؤال تهكمي، وسؤال تضليلي، وموضوعي، ومبطن، وتذكيري، وفضولي، وعائم. وسؤال حث أو سؤال يحملُ رسالة.
وفي المداخلات أشارَ أحد الحضور إلى إشكالية قبول السؤال في المجتمع، فالغالبية تتحاشى (طرح السؤال) حتى لا يتم نعتها بالجهل وعدم الفهم، إذ ينظرُ المجتمع إلى السائل على أنه شخص عديم الفهم. وفي نهاية الجلسة قامَ رئيس مجلس إدارة نادي الجوف الأدبي الثقافي الدكتور محمد بن علي الصالح بتكريم المشاركين. يذكر أن «المقهى الثقافي» بـ «أدبي الجوف» في نسخته الجديدة مع مجلس الإدارة الجديد، يعد واحداً من برامج القراءة والتثقيف والتدريب، ويهدفُ إلى خلق مناخ حوار إيجابي حول عدد من القضايا الثقافية والأدبية، إضافة إلى تنمية الحراك الأدبي الفاعل ونشر الثقافة الإبداعية.