يتم التشغيل بواسطة Blogger.

قراءة في قصة (السجينة) للكاتبة وزنة حامد بقلم يوسف

قارب الترحيلات' يبحر بنا إلى مختارات من القصة اليابانية الحديثة

الشاعر المبروك أبو درهيبة نجح بالهرب من قوات القذافي

شاعر الثورة ينقل أحداث "التحرير" على cbc

كاتب جزائري يهدد بحرق كتبه لتردي الثقافة

دستور جديد للمثقفين المصريين

من المسئول عن تعطيل التحقيق فى فضيحة مهرجان القراءة للجميع

يوم يابانى مصرى فى "ثقافة الطفل" بجاردن سيتى

المواطنة الواقع والمستقبل" ندوة بقصر ثقافة السلام

الأحد .. محاضرة " تكريم المرأة في الإسلام " بالمطرية

معرض للكتاب الإلكترونى فى "الطائف" بالسعودية

زيدان: حالة "المياعة" بالشارع المصرى تفرز نتائج لا يُحمد عُقباها

زيدان: حالة "المياعة" بالشارع المصرى تفرز نتائج لا يُحمد عُقباها

من المسئول عن تعطيل التحقيق فى فضيحة مهرجان القراءة للجميع

يوم يابانى مصرى فى "ثقافة الطفل" بجاردن سيتى

المواطنة الواقع والمستقبل" ندوة بقصر ثقافة السلام

الأحد .. محاضرة " تكريم المرأة في الإسلام " بالمطرية

معرض للكتاب الإلكترونى فى "الطائف" بالسعودية

الصالونات الثقافية النسائية مشهد أدبي جديد في السعودية




مثقفات مكة المكرمة يؤسسن العدد الأكبر منها


الصالونات الثقافية النسائية مشهد أدبي جديد في السعودية


المثقفات السعوديات.. والبحث عن بديل


القدس العربى : الرياض - عبدالحي يوسف 28/11/2011


على غرار صالون مي زيادة في العصر الحديث بالقاهرة، وصالون ولادة بنت المستكفي في قرطبة، وسكينة بنت الحسين في ارض الحجاز قديما، تجتهد مجموعة من سيدات المجتمع في السعودية في إدارة صالونات ثقافية مفتوحة، تناقش قضايا المجتمع وهمومه، باستضافة نخبة من أهل الثقافة في المملكة، وذلك في تطور نوعي لمسيرة انفتاح المرأة السعودية وخروجها للعمل العام.


سجلت المرأة السعودية حضورها في الفترة الأخيرة، حيث حققت نجاحات ملموسة في مجالات الإعلام، التجارة، العمل الاجتماعي، التعليمي والأكاديمي، وأصبحت الأوساط الثقافية تحفل بظهور إعلامية متميزة جديدة، أو أديبة تحقق أصداء واسعة، رغم ان أغلب الإصدارات لاتزال تطبع خارج الحدود.


على ساحل جدة


وتعتبر مدينة جدة على ساحل البحر الأحمر أول مدينة تشهد ميلاد صالون ثقافي نسائي في المملكة قبل أكثر من ثلاثين عاما، لتنتشر بعد ذلك الصالونات الثقافية النسائية في كل بقاع المملكة في ما يشبه الظاهرة، ولا تعدم المدن الكبرى في السعودية حاليا صالونا أو اثنين يدار من قبل سيدة.


وفي السعودية الآن نحو 16 صالونا ثقافيا نسائيا، وتتصدر مكة المكرمة مدن المملكة في عدد الصالونات الثقافية النسائية، بوجود خمسة صالونات فيها، تليها مدينة جدة بأربعة صالونات، ثم المدينة المنورة بثلاثة صالونات، وتتساوى مدينة الرياض والمنطقة الشرقية بوجود صالونين في كل منهما، إضافة إلى وجود صالونين ملحقين بصالوني اثنينية عبد المقصود خوجة في جدة، واثنينية النعيم بالإحساء اللذين خصصا قاعتين منفصلتين للنساء، لإشراك المرأة في الحوار حول القضايا التي تطرح للنقاش، وذلك عبر مداخلات من خلال الدائرة التلفزيونية المغلقة.


ومن أوائل الصالونات الأدبية النسائية التي شهدتها المملكة صالون الفنانة التشكيلية صفية بن زقر الذي كان نواة لإنشاء دارة صفية بن زقر فيما بعد، وصالون الدكتورة مها فتيحي، وصالون الشاعرة سارة الخثلان في مدينة الدمام، وصالون سلطانة السديري، وصالون الدكتورة وفاء المزروع، وغيرها من الصالونات الأدبية النسائية التي تنامت في عدد من مناطق المملكة في وقت وجيز، ليقترب عددها من ستة عشر صالونا أدبيا نسائيا في الوقت الحاضر. وتجهز مها بنت حليم الشاعرة والكاتبة السعودية حاليا لانطلاقة صالونها الأدبي الذي سيكون مخصصا لمناقشة القضايا التي تخص الإعلاميات والمثقفات السعوديات، وسيتم من خلاله تكريم عدد من الإعلاميات اللاتي قدمن أعمالا مميزة، وساهمن بشكل مباشر في دعم دور المرأة في المشهد الإعلامي السعودي.


أهداف متعددة


وبرغم اختلاف الأهداف بين هذه الصالونات الثقافية النسائية، إلا أنها تلتقي في هدفين محددين يتمثلان في التعريف بالدور الفكري للمرأة في المجتمع، وخلق مناخ نسوي خاص، ومحاولة التعرف على مدى الارتباط والتوافق بين الفكر النسوي العام وغرس روح التنافس الثقافي والفكري، إلى جانب التوعية بقضايا المرأة في كل المجالات الأدبية والفكرية.


صالون الفتيحي


وتحدثت الأستاذة مها فتيحي عن فكرة الصالون، وبداية إنشائه وعن الجهود النسائية الفردية لإثراء الثقافة السعودية بقولها: كانت الفكرة تراودني منذ الطفولة، ومنذ الشباب عندما كنت أقرأ لمي زيادة وسكينة بنت الحسين والعقاد، وكنت أتخيل الأجواء وأسعد بها، وصادف أن زارتنا المتخصصة في الدراسات الشرق أوسطية الأميركية الدكتورة مريم كوك للالتقاء بمثقفات سعوديات وأديبات، ولم يكن لنا مكان يجمعنا.


وشكل ذلك مصدر مضايقة، وصباح اليوم التالي تحدثت مع إحدى الصديقات، وقررنا أنه من الصعوبة بمكان أن تبقى جدة بلا مكان للالتقاء الأدبي للتثاقف، واحتواء أي فعاليات تمثل واجهة حضارية للمرأة السعودية، وعرضت أن يكون منزلي هو الصالون، وأنه شرف لي استضافة الصالون في منزلي بشرط أن تتكاتف جهود مرتادات الصالون، بحيث يظهر بشكل جماعي، وليس فرديا، وتمت دعوة الأديبات والمثقفات، وكن حوالى 50 سعودية ما بين أديبة وكاتبة، وتم انتقاء 15 منهن، وتم تأسيس الصالون، ووضعت له رسالة وأهداف، وعلى مدى 4 أعوام تمت استضافة عدد من الشخصيات والمحاضرين والمحاضرات، وأقيمت عدة ندوات في الأدب ومناقشة كثير من الروايات والقضايا والسير الذاتية، وأهم ما يميز الصالون هو ما يشكل القّيم الحقيقية لكلمة أدب، ويعكس حسن الخلق، ويعني بالتالي احترام وجهات النظر الأخرى المختلفة وحسن الاستماع، وتكريس كل أدبيات الاختلاف، وأدبيات الحوار يجب أن تكون متوافرة أثناء عقد الصالون.


الحاجة أم الاختراع


أما سلطانة السديري التي تدير صالونا في مدينة الرياض العاصمة، فقد تحدثت عن تجربتها بالقول إن الحاجة أم الاختراع، إذ بدأت الفكرة لعدم وجود جمعية ثقافية نسائية مستقلة تمد جسور التواصل الأدبي، وتكرس قنوات التواصل الإنساني، بالإضافة لحفظ الإبداع النسوي السعودي، وقد نجح ذلك بفضل مساهمة كل القطاعات الأدبية والأكاديمية، فالفنانة هدى العمري والكاتبة والصحافية خيرية السقاف كانتا من الأوائل، بالإضافة لمزنة الوابل، حيث أثرى وجودهن الصالون. وتكمن أهداف الملتقى إلى نشر الوعي بين قطاع الشباب ومحاولة توفير الاحتواء للمرأة المبدعة، وقد استقطبنا فتيات سعوديات لإلقاء محاضرة بعنوان «الشباب بين الطموح والواقع»، وتسهر السديري على توثيق الصالون بطباعته في إصدار من اجل أن يبقى للأجيال كمرجع وتاريخ للحراك الثقافي النسوي.


الأربعائيات


وعن الدور الذي تقوم به الصالونات الثقافية النسائية، تذكر الشاعرة سارة الخثلان صاحبة صالون «الاربعائيات» في الدمام ان الصالونات الثقافية طرحت عددا من القضايا التي لا تطرحها المؤسسات الحكومية، واستطاعت أن تقدم الحلول لها ضمن منهج وآداب الحوار البناء.


بينما رأت الأديبة لمياء العطاس ان دور الصالونات الأدبية، وان اختلفت المسميات، مرتبط بعدة معايير، فالجدية في طرح المواضيع والعمق الذي تتناوله، ومن ثم التزامها بتفعيل الحوار الهادف هو المعيار الأول لما تحققه فعليا هذه الملتقيات، بالإضافة إلى نوعية هذه الصالونات، فلا ندعي بأن الصالونات التي ترحب بالنخبة فقط، ولا تقترب من العامة، تتساوى في أثرها مع الملتقيات الأخرى المفتوحة، لأنها تدور في فلك واحد.


وأشار جعفر الشايب من منتدى الشايب الثقافي إلى أن الصالونات الثقافية النسائية وغيرها ساهمت في تقريب وجهات النظر بين المواطنين من مثقفين وغيرهم، وأكد على ضرورة دراسة هذه الحالة الثقافية ومدى فائدتها وتغييرها لحالة المجتمع الثقافية.

اخبار الأدب والثقافة