رئيس هيئة قصور الثقافة: أمن الدولة كان يتحكم في أنشطتنا بالمحافظات
Do you like this story?
رئيس هيئة قصور الثقافة: أمن الدولة كان يتحكم في أنشطتنا بالمحافظات
بوابة الأهرام : أ.ش.أ ـ 10-9-2011 | 08:45
سعد عبد الرحمن
أعرب الشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة عن تفاؤله بالمشهد السياسي الحالي، لكن بحذر، وقال إن الثورة أعطت للجميع أملا جديدا بعد انسداد الأفق، باقتراب سيناريو التوريث لنجل الرئيس السابق جمال مبارك.
وأضاف عبد الرحمن، أن النظام القديم كان يحكم قبضته على كل شيء في البلاد، وجهاز مباحث أمن الدولة كان يتدخل في كل كبيرة وصغيرة في نشاطنا، سواء داخل مقار الهيئة أو خارجها.
وتابع: في الفروع والأقاليم، كانت تعرض أسماء مجالس إدارات أندية الأدب المنتخبة على هذا الجهاز، وكان يبدي رأيه فيها، وبعض مديري الفروع كانوا يخشون سطوة هذا الجهاز، ويتم إرهابهم
من جانبه، خصوصا أن التجديد لمنصبه أو تعيينه مرتبط بموافقة الجهاز.
وقال إنه شارك في احتجاجات ميدان التحرير، وأبلغ عنه أمن الهيئة، مشيرا أنه أدرك أن مبارك لو بقي في السلطة لأزيح هو عن منصبه السابق كوكيل للوزارة، لكنه كمثقف لا يستطيع أن يتخذ موقف المتفرج في هذه اللحظة التاريخية.
وأضاف أن الثورة لم تنته، وهناك من يحاول إجهاضها، ويتم ذلك بشكل منظم من خلال المستفيدين من الأوضاع السابقة وأصحاب المصالح، معتبرا أن كل ما هو ضد حركة التاريخ فهو ضد الثورة.
وتابع أن الهيئة الآن تدعم الثقافة المستقلة بشكل فعلي، وانفتحت على كل التيارات السياسية الموجودة في المجتمع، فكل لقاءات الإخوان والسلفيين والليبراليين واليساريين، وكل أنشطة الائتلافات الفنية والثقافية، وحتى مرشحي الرئاسة، تقام في مقار الهيئة الآن.
وشدد على أنه معجب بشدة بإنجاز الوزير الأسبق ثروت عكاشة، لأنه أنجز الكثير في 6 سنوات فقط، وكل ما يرتع فيه المثقفون المصريون- من بنية أساسية في مصر- تنسب لهذا الرجل
أكد الشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة أن توقف مشروع مسرح الجرن يرجع إلى المحليات وليس الهيئة.
وقال عبد الرحمن إن الثقافة ليست من صنع وزارة الثقافة فقط، ولكن تصنعها أكثر من جهة، وإن لم تتعاون معي المحليات فلن أستطيع القيام بنشاط حقيقي، لأن ما نعاني منه نحن تعاني منه الجهات الأخرى، من نقص الإمكانيات. وفي إطار التعاون من الممكن أن تتكامل الجهود.
واعتبر أن المشكلة تكمن في أن اختيار قيادات المحليات يتم على أساس قدراتها على بسط الأمن والاستقرار، ولذلك فلن تجد الفكر المؤسسي، بمعنى أن المحافظة ليست رصف طرق وإسكان فحسب، ولكنها ثقافة وصحة وتعليم إلخ.
واتهم عبد الرحمن بعض المحافظين بأنهم غير معنيين بمسألة الثقافة ولا يدعمونها، وقال إن بروتوكولات التعاون بين الهيئة وهذه المؤسسات عبارة عن فرقعة إعلامية، لكن لا ثمرة حقيقية لها، لأنها مرتبطة بمساهمة المحليات" وهي لا تفعل شيئا في مسألة الثقافة.
وقال رئيس الهيئة: طالبت بمقار الحزب الوطني المنحل، ولم يلتفت أحد للطلب" لأن الثقافة ما تزال- بالنسبة للدولة- في أحسن الأحوال حلية وزينة وشيئا هامشيا، فيقومون بإعطاء هذه المقار للمحليات، رغم أني قمت بعمل قاعدة بيانات بالمواقع وعناوينها.
وأضاف: لا توجد لدينا بالقاهرة العاصمة أية مواقع مهمة أو يمكنها استضافة أي نشاط، فقصر ثقافة مصر جديدة، على سبيل المثال، ذو إمكانيات محدودة.