الأسد: بدأت حياتى بـ "طه حسين" وختمتها بـ"نجيب محفوظ"
اليوم السابع ـ الأحد، 17 يوليو 2011
كتب بلال رمضان - تصوير ياسر خليل
قال الكاتب الأردنى الدكتور ناصر الدين الأسد، الفائز بجائزة نجيب محفوظ للكاتب العربى، إن حياتى قد بدأت منذ أربع وستين عامًا حينما حصلت على جائزة طه حسين، والآن أشعر أننى قد ختمتها بحصولى على جائزة الأديب العالمى نجيب محفوظ.
جاء ذلك خلال افتتاح المؤتمر السنوى لاتحاد كتاب مصر بعنوان "الثقافة المصرية.. وتحديات التغيير"، والذى يعد المؤتمر الأول للاتحاد بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، وافتتحه الدكتور عماد أبو غازى، وزير الثقافة، والكاتب محمد سلماوى رئيس الاتحاد، والدكتور جمال التلاوى، نائب رئيس الاتحاد، وغاب عن المؤتمر الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، نظرًا لاجتماعاته مع عدد من الوزراء الحاليين والجدد المنتظر الإعلان عن أسمائهم ضمن التشكيل الوزارى الجديد.
وأضاف: أن الجوائز، وخاصة الجوائز الأدبية، تعلو قيمتها بعلو قدر مانحيها ومكانة الذين تحمل أسمائهم، وإننى أقف أمامكم اليوم، والاعتزاز يملأ جوانحى، لأننى أنال جائزة تمنحها مصر العظيمة، وتنتسب إلى نجيب محفوظ، وحسبه أن يذكر اسمه لتواكبه الألقاب والصفات لتمجيد مكانته الفكرية، وما أغناه عن كل لقب وصفة يضافان إلى اسمه.
وتابع: لا أملك وأنا فى هذا الموقف إلا أن تعود بى الذاكرة إلى أربعة وستين عامًا (إلى عام 1947) حين تخرجت فى كلية آداب جامعة القاهرة ونلت منها درجة الليسانس فوصلتنى رسالة من الأستاذ عميد كلية الآداب حينئذ وكان الدكتور زكى محمد حسن يخبرنى بنيلى "جائزة حضرة صاحب العزة الدكتور طه حسين بك".
واستكمل: كانت الجائزة لى حينئذ – ولا تزال إلى اليوم – فرحة غامرة واعتزازًا أى اعتزاز، وها أنذا أقف مطوقًا بجائزة طه حسين فى البدء وبجائزة نجيب محفوظ فى الختام، فأى تاج أعز من تاجى كما قال شاعرنا الأخطل الصغير، وبين الجائزتين جوائز هى كالنجوم بين هذين القمرين، لا استصغارًا لقيمة تلك الجوائز إنما استعظاماً لمكانة هاتين الجائزتين.
وأكد الأسد: ومما يزيد من اعتزازى أن يكون قد اختارنى لهذه الجائزة أربعة من أعلام أدبنا من أعضاء اتحاد كتاب مصر لكل واحد منهم تاريخ حافل بالعطاء الفكرى الأدبى، وكذلك مما يزيد فى اعتزازى أن أنضم إلى هذه الكوكبة من المستنيرين من مثقفينا الذين سبقونى إلى الفوز بهذه الجائزة، وفيهم أصدقاء كرام لى أعتز بصداقتهم مثلما أعتز بمكانتهم الأدبية.
وختم الأسد كلمته قائلاً: إن أمتكم العربية فى أقطارها جميعها وبشعوب هذه الأمة كلهم ترنو إلى النور الذى انبثق من مصر، وتعلم أنه سيغمر بضيائه أقطار العروبة كلها، كذلك كان الشأن الدائم لمصر ومعنا: تنهض من سبات، ثم تمسك زمام القيادة بعد أن أفلت من يدها ردحًا من الزمن، وتتحلق حولها شقيقاتها العربيات، فتقوى بهن، وتقوى شقيقاتها بها، وها هى ذى قد بدأت التحرك للنهوض، وسيتحقق لها ولنا ما تصبوا إليه بتوفيق الله وبعزم أبناء مصر الأشاوس وأبناء العروبة الذين واكبوا مصر فى التحرك وتابعوها.
يذكر أن جائزة نجيب محفوظ للكاتب العربى، تعد أرفع وأكبر الجوائز التى يمنحها اتحاد كتاب مصر، وقيمتها عشرة آلاف دولار، وهى مخصصة للأدباء العرب من خارج مصر
وتشكلت لجنة التى منحت ناصر الدين الأسد الجائزة من الناقد الكبير الدكتور محمد عبد المطلب رئيسًا، وعضوية الروائى الكبير بهاء طاهر، ومحمد سلماوى، رئيس الاتحاد، والدكتور مدحت الجيار، رئيس لجنة الجوائز بالاتحاد، ووقع اختيار اللجنة على الأديب الأردنى الكبير الذى يعد آخر التلاميذ الأحياء لعميد الأدب العربى د.طه حسين .